فريق شرطة صلاح الدين الشيخ

يوميات العنف والصلف

شارك الخبر

كانت الثورة أو الانتفاضة أو الاحتجاج أو الحراك أو المواجهة مع حكومة الإنقاذ أو أي اسم يرى الناس أن يطلقوه على الفترة من ١٩/ديسمبر إلى ١١ إبريل أمرها عجباً.. لم يتراجع الناس كل الناس عن شعار غريب وجديد (تسقط بس) ليس دعوة لإصلاح نظام الحكم أو المعاش ولكن يذهب الراهن إلى الجحيم أو جنة الخلود سيان ويختفي من أعين الناس ليس مهم مصير الحكم أو الحاكمين صالحهم وطالحهم،،،، كان شعار يدل على فقدان الأمل وحسن الظن فى نظام الإنقاذ أسباب كثيرة جعلت الناس في حالة يأس ومواجهة مع الآلة الأمنية الإنقاذية الرهيبة التي لم تكن تبالي بأي قانون وكانت تتعامل بصلف وقسوة كأي قوة إسرائيلية تتعامل مع أطفال الحجارة كانت القوات المكلفة بفض التظاهر تضرب الناس بسلاح جديد هي الخراطيش الخضراء بي بي أر لم يحدث أن استعملها جيش أو شرطة من قبل في بقعة من العالم اختراع سوداني فريد وحشي وغبي.
،،،،،،تزامنت مع الثوره السودانية اليائسة ثورة الجزائر التي تصدت لحكم بوتفليقة الطويل أحد أبطال ثورة المليون شهيد والسبب ترشحه لدورة خامسة رغم ظرفه الصحي البائن ،،،، لكن الجند في الجزائر لم يطلقوا الرصاص على العزل كانوا يتصدون للثوار من التقدم في الشارع بالحاجز البشري والدرق فقط كانت لهم نفس الأسباب تقريباً لسهولة تجاوز القانون،، ولكن كانوا متحضرين ويدركون أن قتل الناس ليس بهذه السهولة التي جرت في ميادين الاعتصام.
،،،هؤلاء الجزائريون حكومة ودركاً وعسساً تفوقوا عَلى حكومة السودان في التحضر والتدين،،،غريب أن ترفع المصاحف عَلى الأسنة الدامية ولا تقرأ ،،،( مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ ،،،،،،، )
كان المجلس التشريعي في السودان عجيباً كان يبرع في التلاعب بالقانون والدستور وتعديله وترقيعه دون أي مسوغ أخلاقي أو منطقي ولذا فقد ثقة الناس وتداول الناس الأخبار عن الترزيه القانونيين ومفصلي قميص عامر المسكين على السياسيين العتاة الذين كانوا كالبوربون لم ينسوا شيئاً ولم يتعلموا شيئاً كان الصلف قد تملكهم فهم قلة استطاعوا السطو على الدولة وعلى الإسلام ذات نفسه وجعلوا من تعاليمه مسخاً وتمنوا على الله الأماني وسطا هؤلاء الناس على أمن السودان وجعلوا منه شيعاً وقبائل لا ليتعارفوا بل ليقاتلوا بعضاً ويضرب بَعضُنَا أعناق بعض (،،،،لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض.
،،،،التاريخ يسجل سنوات من العنف المجنون الأحمر واستخداماً للعنف ضد مواطن مزارع أو راعٍ بدوي لايدري لماذا يستهدف بل لعله لا يعرف حتى معتمد المحلية التي يقطنها،، والقصور الذي ضرب البلد وأزال الرحمة سببه هذا القتل.
كانت أياماً خالدات في تاريخ السودان الذي رفع فيها شعار آخر سلمية سلمية وكان الناس يتلقون الرصاص والغاز ويرددون سلمية سلمية يا ترى هل كان شعار زمن غاندي أو من تعاليم المسيح إدارة الخد الأيمن لمن يضرب الخد الأيسر والتزم الناس بالسلمية إلا في حالات معدودة ورغم توفر الفرصة والقوة لإيقاع ضرر بالقوات المتصدية للتظاهر،،، لم يمارس عنف ضد القوات التى كان بعضها لا يرحمون ولايغيثون جريحاً ولا يسترون قتيلاً ويمنعون الناس من ذلك ،، وبعد صبر انحازت القوات المسلحة بأكملها لشعبها كعادتها وامتنعت الشرطة عن قمع المظاهرات وترددت القوات الأخرى من التمادي في العنف وبكل يسر طويت صفحة الفجيعة في تاريخ السودان الذي تم فيه تشويه جيل كامل فكرياً ودينياً وضرب المقدسات والمسلمات في مقتل واهتزت صورة الشيوخ الصالحين ووقارهم،،،، أصبح الناس لا يطيقون بعضهم والآن محاصرون فقدوا دورهم فى هداية المجتمع وإرشاده أو لنقل معظمهم لم يتعاطفوا مع الثوار وبعضهم خطب وأفتى في صالح النظام الحاكم ولم يذكر شيء عن الآخرين ،،، يحتاج الناس إلى آخرين يقولون الحق لا يخشون فيه من بشر ،،،وصل الناس أن المؤسسة الدينية التي تهدي الناس للرشاد تحتاج لإعادة هيكلة وتدريب. الناس لا يطيقون علماء السلطان ولن يستمعوا لهم ،، جيل جديد من الفقهاء العصريين يجب أن ينشأ ويتقدم المجتمع وإلا. فإن الكفر والزندقة قادمة وقلب المؤمن نفسه بين أصابع الرحمن يصبح مؤمناً ويمسى كافراً ًً،،،تغير السودان وأهله وشعبه في أيام ترك الناس الجبن والتردد وواجهوا السلطة مواجهة ياس ،،،،،وغريب أن لا يرضى ثوار الجزائر بأي حل بينما ترك الناس في السودان الحل في أيدي قلة لعلها تكون عند حسن الظن تعلي ساحة الوطن وأحلامه وتطلعه إلى وطن عاتي وطن خير ديموقراطي ليست كتلك القديمة عندما كان المثقفون يطلبون البركات من شيوخ ورثوا الدين من آبائهم وأجدادهم وكانوا مثل كاردينالات القرون الوسطى يمنحون صكوك الغفران للآثمين ،،،،تأتي الديموقراطية متعسرة ولكنها قوية وزاهية يحميها القانون والقضاة الشجعان ،،انظروا ما سيفعل البريطانيون ببوريس جونسون رئيسهم الذي يحاول إيقاف عمل برلمان الإنجليز العتيد ،،، نحلم بذلك في السودان عقلاء ومفكرين وشعب واعٍ ومستنير وينجح السودان في الخروج
ليست تسوية. أو تسوية بل منظور رؤوس الأموال
ومنظور الفقراء،،،،،أعرف من يرفض حقاً
من تاريخ الغربة والجوع بعينيه وأعرف أمراض التخمة
لاتخشوا أحداً في الحق من يلبس حقاً نصف رداء
فالثورة ليست خيمة فصل القوات ولا تكية سلم للجبناء
فالوطن على مفترق طرق
فإما وطن واحد،،،،،،،،، أو وطن أشلاء
لكن مهما كان فلا تحتربوا

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.