مُحمّد المصطفى الطاهر ضو البيت

القاهرة تكتب.. وبيروت تطبع.. والخرطوم تقرأ!!

شارك الخبر

“خير جليس في الزمان نت” جملة لا أذكر تحديداً كانت أين ومُناسبتها، ولكن أذكر قائلها تماماً وهو فيصل القاسم الإعلامي بقناة “الجزيرة” الفضائية عبر برنامجه الاتّجاه المُعاكس قبل أكثر من (15) عاماً من الآن، وفعلاً تَحَوّل التّكهُّن الذي أطلقه فيصل القاسم إلى حقيقة واقعة في حاضرنا اليوم، حيث أصبحنا نستقي المعلومات عبر شبكات التّواصُل الاجتماعي التي صَارت كثيرةً، بحيث يعجز الإنسان عن التّواجُد فيها كلها في آنٍ واحدٍ ومُحَرِّكات البحث التي أصبحت المُورد الأساسي للمعلومات العلمية والثقافية، حتى القراءة صنعت لها برامج تُضع الكتب بداخلها وهي قارئة الكتب الإلكترونية، حتى صارت المكتبة الورقية تختص فقط بالمجلدات العلمية الكُبرى والكتب الدينية وهذه لِقِلّة الطلب عليها وعُزُوف النّاس عَن قرائتها سواء كانت ورقية أو إلكترونية. وقد وضع هذا الابتعاد عن المكتبة الورقية والصُّحف أرضاً خصبةً للشائعات والمَعلومات المَغلوطة التي تبث عبر هذه المُحَرِّكات والشّبكات والتي تُعبِّر فقط عن كاتب هذه المعلومات.
وبالعودة إلى عُنوان المَقال، حيث كَان يضرب المثل بمدينة الخرطوم في القراءة النهمة، مِمّا يدل على الثقافة العالية التي يتمتّع بها مُجتمع مدينة الخرطوم، وقِس على ذلك المُجتمع السُّوداني ككل، كَانَ هذا في المَاضي مثله مثل أمجاد كثيرة حَدّثَنا عنها الآباء والأمّهات والأجداد في وطننا، من ذلك على سبيل المثال، إنّنا خَطّطنا مُدن الإمارات العربية، وإننا علّمنا أفريقيا كرة القدم وكلّها أمجاد حَقيقيّة طبعاً وليست مِن نَسج خَيال آبائنا، ولكن السُّؤال الذي يطرح نفسه ما الذي حَدَثَ وجعلنا نتوقّف عند نقطة مُحَدّدة، في حين تقدّم ركب الأمم من حولنا، هل هي الإشارة التي أطلقها محمد الناجي الأصم في خطاب الاحتفال بتوقيع الوثيقة الدستورية ما بين المجلس العسكري وقِوى إعلان الحُرية والتّغيير، وأنّ حكومة الإنقاذ هي السبب في تأخُّر السودان عن رَكب الأمم المُتقدِّمة، وإن كان ذلك هو السّبب فعلاً، ففي رأيي الشخصي واستناداً لما أحرزناه من تَقَدُّمٍ قبل انقلاب 1989م إن المَخرج الأساسي من بُؤرة الجهل التي نَعيش فيها اليوم هو في الأساس الاعتراف بالفشل، ومِن ثَمّ البَحث عن الحُلُول للمُشكل الذي تُعانيه هذه الدولة الفتية.. وأعتقد أنّ الثقافة والاِطّلاع هِي المَخرج الأسهل لهذه الأمة، والاِطّلاع هنا أقصد به اِطّلاع على تجارب دول كانت تُعاني من الفشل الذي نُعانيه اليوم مثل: “الهند، ماليزيا، بنغلاديش، أثيوبيا …إلخ” والقائمة تَطُول.. أمّا ناحية الثقافة فهي أمرٌ أنصح به أفراد هذا المُجتمع كافة ….. وللحديث بقية!!

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.