قُبلة كرونا مكتوب استثنائي لامرأة خاصة

عادل عبد الرحمن عمر

العزيزة أمل
رأيتكِ فيما يرى النائم ، و من ثم بدأنا رحلة الصدق و التجرد التي لا تنتهي من أكبر الاشياء لأصغرها، حتى عُرفت هذه العلاقة أنها لا تفارق كبيرة ولا صغيرة إلا أحصتها، حتى خائنة الأعين أذكرها لكِ، لأبدو شفافاً محلقاً في سماوات عشقنا الذي لا ينتهي.

العزيزة
أعلم البياض الذي يلائم نفسكِ الرضية ثم أُدرك التحرّي العميق للصدق الذي يلفك، فأستحي أن أكذب كذبة ولو بيضاء، ولذا مضينا ونحن أقرّب من حبل الوريد، أراكِ هكذا وتريني بذات الهيئة .
ربما تسألين ما مناسبة الحديث … أشعر بفداحة التباعد، حتى صارت الأمور في قائمة البوح تتناقص ويُنسي بعضها بعضاً وأغرق في دوامة المشاكل والهموم.
تعلمين أنني لا أُفضي لغيرك ولا أتمنى أحداً سواك رغم تبدل الأحوال وتغير المواقف والمواقع.
مازلت أمارس طقسي اليومي في الاجتهاد برغم إغلاق أبواب كثيرة دونه.
فوق ذلك جاءت كارثة كرونا التي عزلت كل العالم داخل البيوت وصارت الشوارع فارغة والازدحام أختفى، والمطاعم الجميلة أُغلقت أبوابها، ولا تفاعل بين الناس.هذا الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجردة غير الحياة قاطبة لا صلوات في المساجد أو الكنائس،لا سكارى في الشوارع الكبيرة في المدن اللامعة وفوق كل هذا لا أجدك.
العزيزة
منذ فترة ليست بالقصيرة أمارس فضيلة الاجترار والتدبر كي أعتمد أقاوم المرض، عافت نفسي ملذات الأكل حتى صرت هزيلاً أكثر مما ينبغي، والآن أصبحت لا أقوى إلا الاجترار.
تذكرِين أول مرة لم أستطع السير وتوكأت عليك وتمنيت أن لا أقدر على السير، ربما تبدو أمنية ساذجة ورومانسية في زمن عزّت فيه هذه الأشياء.

العزيزة
تخافين عليّ من الكرونا لأسباب اعتلال الصحة، لكن أخاف عليك أكثر من مخالطة الناس وطريقتهم العشوائية التي تنقل الكارثة أسرع من ارتداد الطرف.
أحاول أن أصلكِ رغم إجراءات التحصين و الرقابة، فلقد اشتقت لك إلى درجة الإعياء و الظمأ، وأنتِ تمارسين حالة من البرود لا تناسب مستويات الالتهاب والإشتعال في علاقتنا المزمنة.
قليلاً من الحركة وكثيراً من حرارة الشوق التي تمس القلب، أحس بما تعانين من ترتيب الأولويات .
قديماً كنت وحدي أتربع في قلبكِ، لكن الآن هناك شركاء متشاكسون، وأنا لا أطمع إلا بتوتركِ الداخلي عليّ.
أسال الله أن يحفظكِ بحفظه المتماسك الأمين من كل وباء و بلاء .
ودعتكِ الله والرسول
لكِ كل الخير

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.