الضياءُ ضياءٌ والفيصلُ فيصلُ

بقلم: مزمل المقبول

قرأت للأخ فيصل محمد صالح، وزير الإعلام، مقالاً يرد فيه على الأخ ضياء الدين بلال رئيس تحرير هذه الصحيفة، وأيضا قرأت للأخ ضياء من قبل مقالاً بعنوان ( فيصل الآخر) وبعده مقالا ثالثاً بعنوان ( للعلم وزيادة) الذي خرج فيه عن رزانته ووزنه للكلمات بميزان الذهب حتى تبقى كلماته من ذهب لا كلمات من زبد تذهب جفاء.
وأقول لكما وأنتما من قادة الرأي والتنوير ماذا تركتما للذين لا يعلمون؟ هل يستوون معكما. لذلك أقول لكما “فبأي أسباب – وربكما – تتشاتمان؟، وبأي أسباب – وربكما – تتخاصمان؟ قرأنا في كتب الأدب والتاريخ عن أدب الخلاف ولا نذهب بعيداً والأمثلة بيننا تمشي ودونكم الراحل المقيم فضل الله محمد مع عبد الباسط سبدرات في مساجلاتهما حول اغتيال الفنان خوجلي عثمان له الرحمة؛ كان سبدرات وزيراً للإعلام وفضل الله رئيساً لتحرير صحيفة الخرطوم، كانت مساجلاتٍ سجلها التاريخ بأحرف من نور.. لا شاتم ولا مشتوم.
قلتَ أخي ضياء، في مقالك (فيصل الآخر) ما يلي ( فيصل زعلان عشان ما خرجنا وهتفنا معاهو تسقط بس إبان الحراك الثوري قبل السقوط) فسجلها القحاتة عليك وليس لك وربما أنهم لا يطالعون ما كنت تكتبه عن دورهم ودور كل من شارك في الثورة ولَكَم أسديت النصح للثوار حتى النصر. ولم يسلم أيضاً السيد الوزير من اتهامهم عندما قال ( نحنا ما جينا عشان نرفد وننتقم) فردوا عليه كورالياً (ومَّال جاي تعمل إيه؟) رجل بهذه المواصفات ، ولم يسلم السيد الوزير من سهامهم، هل يا ضياء أن يكون عند سوء ظنك؟ وشيء مؤسف أن يكون حليفك هذا العنصري البغيض الذي نحر ثوراً أقرنَ ابتهاجاً بانفصال الجنوب، هذا العنصري الذي كاد أن يسأل ربه لماذا خلقتني مع هؤلاء السمر لأنه لم يسمع لأطفالنا السمر يبقوا افراحنا البنمسح بيها أحزان الزمن .
اليس هو الذي أباد وحذف من مكتبة الإذاعة والتلفزيون كل ما لا يتماشى مع مشروعه الحضاري المزعوم إبان إدارته؟ وأخشى أن يكون غداً – ويا خوفي من غدٍ – حليفاً جديداً لك مثل ذلك الكاتب الذي يكتب في الظلمات (آخر الليل)، هو كاتب له شأن يسمونه خبراء النشر والتوزيع (كاتب شباك) أي له تأثير في ارتفاع التوزيع وأمثاله في بعض الدول توضع لهم لجانٌ للإجازة أو المنع كما يفعل الأزهر الشريف مع كتاب الرواية وأولاد حارتنا لنجيب محفوظ قبل الإفراج عنها فهو كاتب له قراء ومؤثر.

ختاما الموضوع لا يفيد الوطن ولا المواطن والبلاد تحاصرها الأزمات وتحيط بها إحاطة السوار بالمعصم، فاجعلوا من أقلامكم أفكاراً ترتقي لمستوى الأحداث وتتركون ذلك للأيام كفيلة بمسحه.
وختاماً أهدي إليكما رائعة محمد يوسف موسى طيب الله مرقده كلمتي المست غرورك وفرقتنا، وأخيراً سيبقي الضياءُ ضياءً والفيصلُ فيصلاً.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.