ابرز شهداء التروس (عباس وتوتو)..(اللساتك لا تخون). (الترس) ودوره في إشعال جذوة الثورة..

 

تقرير/محاسن احمد عبدالله

كانوا يسبقون موعد انطلاق المواكب وهم يتنقلون مابين الشوارع الرئيسية وازقة وحواري الأحياء السكنية لتتريس مداخلها ومخارجها بالحجارة حتى يصعب على الكجر ملاحقتهم او الانقضاض على الموكب لينتشروا في الشوارع في مواجهة عنيفة بينهم والأجهزة القمعية التي تحاول تضييق الخناق عليهم بقذف عبوات البمبان وملاحقتهم لاعتقالهم .

اللساتك لاتخون..

شكلت التروس سدا منيعا في مواجهة الأجهزة الأمنية وطغيان النظام البائد وهي تعني بان اللساتك لا تخون ، هي رمز الشارع في المواكب والمظاهرات التي كانت تضج في كل الانحاء للمطالبة بالحقوق والحريات.

لعبت التروس دورا مهما في صناعة الاحداث وهي ثمة ظاهرة داخلية تطورت لتصبح احدى الركائز الأساسية لنجاح الثورة.

تعتبر التروس التي جاء بها شباب الثورة السودانية فعل جديد يرى البعض بانه يجب ان تدون في العرف التأريخي الثوري كأول حدث في العالم، حتى امريكا خلال المظاهرات الأخيرة التي شهدتها قام المحتجون بحرق الإطارات تعبيرا عن غضبهم من السياسات القمعية والعنصرية مؤكدين ان تشييد التروس هي بداية النهايات للأنظمة الدكتاتورية.

ثمار الثورة..

من جانبه قال مجاهد عبدالله الذي كان يعتبر أشهر حراس الترس القيادة العامة:( استطاع شباب الترس مواجهة القنابل والرصاص باجسادهم في تحدٍ عجيب وهم يحملون أرواحهم بين ايديهم دون خوف أو نكوص للعهد الذي قطعوه مع أنفسهم واخوتهم من الشهداء ، مضيفا كان سلاحهم الأول والأخير السلمية وتروسهم لمواجهة الطغيان الذي ظل جاثما على صدورنا وزلزلتهم في عروشهم،ستظل التروس باقية حتى ينصلح الحال ويجني الثوار ثمار ثورتهم،مختتما (ظللنا حماة لتروسنا حتى اللحظات الأخيرة من فض الاعتصام بعد أن تم الغدر بنا ورغم ذلك نحن من انتصرنا.)

تروس القيادة العامة..

انتقلت فكرة التروس من المدن والاحياء الي ميدان الاعتصام بمحيط القيادة العامة في السادس من إبريل حيث تم تتريس مداخلها ومخارجها بالحجارات واطارات السيارات وكان الثوار يقومون بحراستها ليل نهار وهم يستلقون بجوارها وآخرون من فوقها يتناوبون في الورديات لحمايتها.

تأكيدا على صمود هؤلاء الشباب وايمانهم بفكرة التروس بانها صمام امان الثورة ،كتبوا فيها الاشعار بانها باقية لن تزحزح وهم يرددون (الترس ده ما بتشال.. الترس وراهو رجال)

شهداء الترس..

صورة شهيد الترس عباس فرح الذي أصبح أيقونة من ايقونات الثورة العظيمة كان احد حماة الترس في محيط القيادة العامة ظل صامدا قويا في مواجهة الرصاص أثناء فض الاعتصام ظل يحمي ترسه حتي تمت إصابته برصاصة غادرة إلا أنه ظل قويا للحماية والدفاع عن ترسه ليترنح وهو مضرجا بدمائه متجها مرة اخرى ناحية الترس ليتكئ فيه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ويرتقي شهيدا عند المولى عز وجل.

بسالة (توتو)..

من ضمن شهداء التروس الذي اتسم بالرسالة والشجاعة وخط اسمه في دفاتر التأريخ الثوري الشاب اليافع يوسف محمد توتو الذي ظل متواجدا في منطقة الاعتصام وهو يحمي ترسه ليل نهار وكان يردد في المساء العبارة المشهورة عند ذهاب بعض المعتصمين لمنازلهم مساء عبارة (ماتمشو تخلونا بالليل بيجازفونا)،استشهد (توتو) بطلق ناري أثناء فض الاعتصام وهو يحمي ترسه، قدم روحه تضحية فداء للثورة والوطن.

غضب داخلي..

حول الموضوع قال الطبيب النفسي يوسف ابوبكر 🙁 التروس هي التي أسقطت الطغاة والدكتاتورية فيها نوع من الامل والثبات وصل درجة التضحية بالنفس وأخرجت ابطال اشعلوا شرارة الثورة،موضحا (ما يدور داخل اللستك هو غضب داخلي وحالة لا شعورية تعبر عن ذلك الغضب وهو مدلول لانتفاضة الداخل ضد الكبت والظلم،استخدام التروس يساعد في افراغ شحنات معبأة بالقوة والتحدي لطرف آخر يرى أنه الاقوى فهي حالة نفسية تطلق العنان لمطالبها وتبحث عن الحرية بكسر القيود.)

تروس البحر..

من الأقدار العجيبة لفض الاعتصام أن أغلب الشهداء الذين تم ربطهم بالحجارة وقذفهم في مياه النيل كانوا من حراس الترس،عندما غدر بهم كانوا مرابطين لحمايته ليل نهار وعند فض الاعتصام كان مصيرهم أن يكونوا تروسا وهم بداخل قاع النيل وهو ماسعوا اليه وماتوا عليه بان يكونوا حماة له حتي آخر لحظات حياتهم.

ارعاب الطغاة..

فيما قال لاعلامي امير احمد السيد:(التروس تعبير عن الرفض وهو أسلوب ثوري جديد مرعب اثبت أنه يرعب السلطات والدكتاتورية،التروس فكرة لنجاح الثورة السودانية حركت من كانوا في الظل وأشعلت الغضب وجذوة الثورة ، اسهمت في ارعاب وخوف البشير واعوانه،مضيفا( هي أدب جديد من آداب الثورات ترسوا الارض والبحر والجو حتى الأطفال كانوا يلعبون بالتروس،التروس الحقيقية كانت هي التروس البشرية التي تصدت الرصاص والطغيان بشجاعة نادرة ،ما حدث في الثورة السودانية لم يحصل في كل العالم.)

رمزية الترس..

الصحفي عيس جديد قال:(استعادة رمزية “الترس” لدى جيل الثوار في ديسمبر المجيدة لم يكن مجرد صدفة بل هو اعادة ذكرى ليلة المتاريس العظيمة التي كانت جزءا من ثورة اكتوبر الملهمة ،التروس هي تواصل اجيال المقاومة والثورات السودانية غير انها في ثورة ديسمبر المجيدة جسدت شكل المقاومة السلمية ضد جبروت النظام البائد وآلته العسكرية والشرطية القمعية التي كانت تطارد الثوار في الشوارع والازقة وكانت تروس وحجارة وحرق اللساتك اسلحة الثوار السلمية التي دعمت وجودها في الشوارع وتاثيرها النفسي علي الالة القمعية وبالمقابل تزيد من حماس الثوار لدرجة تجسيدها كايقونة ثورية في الاعتصام واعتبارها حدا ثوريا فاصلا ومنطقة يستوجب حمايتها ولو بالتضحية ولنا في شهداء التروس خير مثال حيث اتكأ عليها الشهيد عباس مضجرا بدمائه في مشهد مؤثر يدلل علي مكانة الترس في الثورة وكذلك ارتقاء شهيد الترس ابن الحاج يوسف محمد توتو وغيرهم من ضحوا ثباتا.)

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.