من الجنينة جمهور عقد الجلاد ينادون على شمت (ارجع تعال عود لينا)

 

الجنينة ” الزين عثمان

في الجنينة أقصى حدود السودان الغربية من المكان الذي تغرب فيه شمس السودان، يشرق الصوت بالموسيقى نفسها والأزياء الخضراء، وذات الكلمات، والاسم الذي يعرف نفسه “عقد الجلاد” بدارندوكا في سودان ما بعد التغيير، يقول المخرج الطيب صديق مدير مهرجان بلاد النور، وهو الذي حمل “العقد” وعلى أجنحة طائرة الخطوط الجوية السودانية نحو الجنينة في نفير سودانير، في ظل هذا الانقسام الفنون توحدنا، وهو ما حدث في حفل الهواء الطلق حين ابتدرت المجموعة حفلها النهاري بأغنية (أمدر يا ربوع سودانا) واعقبته بأغنية “وطنا الزين” بأمنيات لا ينضر ولا يتعاق.

الرسالة

مجموعة من الشباب لم يكن أكبرهم قد ولد حين صعدت عقد الجلاد إلى مسارح الغناء في ثمانينيات القرن الماضي التي بدأت بمحاولات لجمع النصوص وتلحينها، والالتزام بفكرة الغناء الجماعي، بوصفه صيغة متأصلة في المجتمع السوداني، ومن ثم بدأ الالتقاء والتشاور، وكان للموسيقار عثمان النوّ فضل المبادرة وروح الاجتهاد في خلق الفكرة وتدعيمها بالألحان والنصوص التي طالما وجدت القبول، وما تزال، من كانوا يجلسون في دائرة تحت المسرح قد لا يكون أحدهم عاصر أستاذ النو وهو في المسرح، لكنهم تجمعوا حول اللون الأخضر بدوا مثل كمن يصدق فيهم توصيف الراحل محجوب شريف “وجيلاً جاي حلو الشهد فتيان وصبايا يمرحوا في صباح الغد عيونهم برقهم لماحهم خفاف ولطاف، وثابين أوان الجد” كانت رسالتهم المرسومة على قلوبهم لا تجعلوا “العقد ينفرط”.

شمت في الجنينة

شمت محمد نور أحد المؤثرين في الفرقة التي بدأت تتساقط حباتها، وغشتها الخلافات مثل كل ما هو جماعي في البلاد، كان شمت في حفل الجنينة، هو الغائب المطلوب حضوره، لم يصعد إلى المسرح لكنه صعد فوق اكتاف العقادة من شباب الجنينة، وهم يطالبون بضرورة عودته، كانوا وقتها يخلقون حالة من الربط بين هبوط طائرة سودانير في مدينتهم وضرورة أن يعود شمت للتحليق فوق المسرح وسط الرفاق كان عاشقو العقد في الجنينة يضعون لافتاتهم على صدورهم وخلف ظهورهم يجوبون ساحة الاحتفال وقد كتبوا أمنيتهم “عودة شمت” يقول أحدهم للسوداني نحن جيل صنعتنا عقد الجلاد في حضرتها عرفنا الوطن بكامل حدوده عرفنا الثورة ودروبها، وضعنا أحزاننا الكبيرة في لحظة موسيقى وغناء كانت أشبه بشروع حلمنا في الحياة، ونحن الذين عاصرنا سقوط الكثير من الأحلام لا نريد أن نفقد حائطاً نستند عليه ومعنا آخرون.

الحب في ذاتو مبرر كافي

في المسرح كانت العقد تغني ما حفظه الناس، فجأة تتحول الجنينة لعطبرة، وتتجسد أمامهم صورة العم عبد الرحيم، الحالة منقطعة النظير من التجاوب كانت تحتوي في داخلها على أمنيات الكل، رجاء لا تجعلوها هجرة أخرى من كوننا واحد صحيح لانقسام ما نزال ندفع ثمنه في كل مكان، من المسرح كانت الفرقة تغني وتتجاوب مع الجماهير ومع المجموعة بلافتاتها كان يخرج صوت مكبرات الصوت بـ “وطنا الزين” ويردد شريف ونظل في حبلك الواحد حبيبين ما بيناتنا فراق، قبل أن يخبر الكل نحن أكثر دراية بأن “الحب في ذاتو مبرر كافي”.

ومنذ فترة تشهد المجموعة أزمة وتباينات في وجهات النظر حول استمراراها بشكلها الحالي أم إعادة نفضها بما يقود لإصلاح مسارها، وجعلها في الموقع الذي يليق بها، وبذات شروط بداياتها المنتمية للناس والبسطاء، لكن عوض الله بشير أحد المؤسسين ممن شهدوا الحفل بدا سعيداً بخطوة الجمهور، وقال هذه هي عقد الجلاد وهؤلاء هم أهلها الحقيقيون الذين انطلقت من أجلهم وتطورت بهم وبحالة من الاعتزاز يضيف عوض الله في كل التجارب السابقة ارتبط نجاح أعضاء فرقة عقد الجلاد في وجودهم داخل الفرقة، وربما تاكيداً لهذه الفرضية فإن عضو المجموعة السابق الخير قال في تصريحات له “مافي زول طلع من عقد الجلاد ومافي قلبو حزن وألم” بينما يؤكد عوض الله أن المطلوب الآن من القائمين على الفرقة والحادبين على مصلحتها التعامل مع أوضاع في سياق كونها عابرة لمكان تواجدهم، وأنها بمثابة المسرح الكبير الذي يوحد كل الوجدان السوداني.

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.