مبادرة للتشكيليين السودانيين تنادي بإعادة إحياء مكتبة الطفل السوداني

 

الخرطوم: كوكتيل

في ظل اهتمام الاتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين بأدب الطفل وثقافته، وإعادة إحياء مكتبة الطفل السوداني، نظم الاتحاد، مساء أمس، ببيت التراث، ندوة بعنوان (أدب الأطفال مشروع تنموي) بحضور عدد من التربويين وكتاب ورسامي أدب الأطفال والمهتمين بهذا المجال، تناولت الندوة جهود اتحاد التشكيليين السودانيين في إحياء مكتبة الطفل السوداني وسعيهم إلى الاستفادة من التراث الأدبي الشعبي السوداني في بناء شخصية الطفل وإكسابه لهويته، وذلك عن طريق إصدار سلسلة من كتب قصص الأطفال الخاصة بالأحاجي السودانية بدعم من المركز الثقافي الفرنسي، كما تناولت الندوة جملة من التحديات التي تواجه أدب الطفل في السودان من ضمنها خطورة الاستلاب الثقافي والثورة الرقمية السلبية وأهمية المكتبة المنزلية، وأسس وضوابط الكتابة لطفل اليوم، استهل الحضور الندوة بالترحم على روح كاتب قصص الأطفال الأديب عبد القادر محمد إبراهيم، الذي وافته المنية أول أمس، بعد أن ترك إرثاً كبيراً لأدب الأطفال، حاور في الندوة الفنان التشكيلي ورسام كتب الأطفال حسن موسى الذي تحدث عن خطورة الاستلاب الثقافي الذي يهدد أطفال وشباب هذا الجيل عن طريق بعض المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية، وتحدث عن أهمية المكتبة المنزلية والمدرسية في بناء شخصية طفل المستقبل وتوسيع معارفه وأهمية أدب الأطفال من ناحية تأثيره المباشر وغير المباشر في عقل الطفل ووجدانه الذي يعتبر في سنه المبكرة خامة لينة يسهل تطويعها وتشكيلها، وأشار موسى إلى ارتباط أدب الأطفال بالأسرة ودور الجد والجدة في سرد الأحاجي المأخوذة من الموروث الثقافي المتشبع بالقيم، وحول تأثير المتغيرات العصرية الحديثة على مستقبل الكتاب الورقي أكد حسن موسى أن الكتاب ما زال يشكل قيمة مهمة، وأن الثورة الرقمية لاتمنع الطفل من التفاعل مع النصوص الأدبية الجيدة والمعدة بإتقان.

ومن جانبه أكد إسماعيل الفحيل مدير بيت التراث على الدور المهم الذي يلعبه كتاب الطفل في صقل شخصيته وضرورة تربية الطفل على عادة القراءة والوعي بقيمتها، مشيداً بالشراكة بين اتحاد التشكيليين السودانيين وبيت التراث لإثراء مكتبة الطفل السوداني واستعداد بيت التراث لاستضافة أي فعاليات تسهم في النهوض بأدب وصحافة الطفل السوداني .

ومن ناحيته تناول الفنان عمار عبد الوهاب رسام مجلة (صباح) الأسبق، في معرض حديثه، الفرق بين مجلة (الصبيان) ومجلة (صباح) والمتعلق بقالب القصص والمواد التحريرية،.

ومن جانبه تحدث الفنان طارق نصر رسام مجلة (الصبيان) الأسبق عن أهمية توفير المعايير الفنية والجمالية في العمل الأدبي الخاص بالأطفال، بجانب مراعاة البعد التربوي في الكتابة للأطفال بصورة غير مباشرة.

ومن ناحيته تحدث الفنان سمؤال عبد الباسط عن تجربته الفنية ومشروع الكتاب المصور الذي يعكف على إعداده والمتعلق بحضارة كوش العريقة.

كما تحدثت الكاتبة مناهل مسيك عن مشروع مكتبات الأطفال في السودان ورفدها بالكتب عن طريق الاستعانة بالمتطوعين من الكتاب والرسامين والمصممين، داعية إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية لإنجاح المشروع .

وبدوره أشار الكاريكاتيريست ورسام كتب الأطفال، أحمد الرشيد، إلى صعوبة الكتابة للأطفال التي تحتاج إلى عوامل كثيرة يجب توفرها في الكاتب وعدم وجود معايير للنقد الأدبي لهذا النوع من الكتابة في السودان، مع عدم إيجاد مقاييس ومعايير فنية لاختيار النصوص المتميزة .

ومن ضمن التوصيات التي قدمت في الندوة اقامة ورشة عمل بشكل اوسع في وقت آخر تضم كل الكتاب والرسامين والمهتمين والجهات المختصة وذات الصلة بأدب الطفل وثقافته لبحث التحديات والمعوقات التي تعترض أدب الطفل في السودان وتعيق تطوره وتقدمه وإيجاد الحلول الجزرية له.

 

 

 

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.