هذا بيت الجاك

تقديم: بروفيسور/ أحمد حسن الجاك

الرسالة (1)

 

سألتني بنتي لماذا كتبت يافطة منزلنا: “هذا بيت الجاك” ولم تكتبها كما يفعل الآخرون “هذا منزل أحمد حسن الجاك”؟. قلت لها عندما كنت في مرحلة الدراسة الأولية بمدرسة كسلا الأولية (التي شُيِّدت عام 1903)، وفي الصفين الثاني والثالت ندرس في حصص العربي كتاب “المطالعة المحبوبة” (الجزئين الأول والثاني)، وكما يستدل من عنوان الكتابين كان فيهما قصص قصيرة يتعلم منها التلميذ أسس القراءة والكتابة عن طريق تناول الحكي/ الحكايات/ السوالف التي تخلف قيماً وحكماً ودروساً وعبر.

 

من تلك القصص، قصة “بيت الجاك”. هذة القصة كما الكثير من إخوتها – إن لم نقل كلها – مأخوذة من الأدب العالمي يتم تطويعها لتتأقلم مع متطلبات المكان والزمان.

 

على زمننا، كان أمر مناهج مرحلة الدراسة الأولية (أربع سنوات) يتم تطويرها في “معهد بخت الرضا” بالقرب من مدينة الدويم غرب النيل الأبيض، ومن ثم يتم تطبيقها وتجريبها في مدرسة “مبروكة” المجاورة للمعهد قبل توزيعها على بقية مدارس السودان.

كذلك صار الحال بالنسبة لمناهج المرحلتين الأخريين: الوسطى والثانوي فترة دراسة كل منها أربع سنوات، حيث أنشئت مراكز تربية وتعليم في كل المديريات، خاصّة بمرحلة الدراسة الوسطى، أما المرحلة الثانوية فقد أنشئ من أجلها “معهد المعلمين العالي” بأم درمان. بالرغم من أهمية معهد بخت الرضا وكل مراكز التربية والتعليم ومعهد التعليم العالي في تطوير المناهج وما يتبع ذلك من تطوير لعملية التربية والتعليم بالأسس العلمية والعملية السليمة، إلا أنه – وللأسف الشديد – تحوّلت كل تلك المؤسسات إلى جامعات أو إلى كليات/معاهد تابعة للجامعات. إنّه لحق مؤسف أن يقوم المستعمر بالاعتناء بتطوير مناهج مراحل تعليمنا العام الثلاث، ثم يأتي اناسٌ منا ليلغوا كل ذلك البناء الرشيد القويم ودون أن يحلوا مكانه بشئ مفيد (هل أتاك ما جرى من احتراب وفتوى هدر الدماء ايام الدكتور/… بسبب المناهج؟؟).

 

الآن نعود لـ”بيت الجاك”: تقول القصة المستوحاة من قصة إنجليزية:

This is Jack’s house

This is the house that Jack built

هذا بيت الجاك

هذا البيت الذي بناه الجاك

منذ أيام الصف الثاني/الثالث بمدرسة كسلا الأولية، تعلّق قلبي بتلك القصة لأنّني كنت أظن _ وليس كل الظن إثم_ أن ذلك الجاك المكتوب في القصة هو جدي الأكبر، وأنه من حقه عليّ أن أخلِّد ذكره ببناء منزل له، ففعلت بتسمية بيتي بالطائف باسمه:

هذا بيت الجاك.

(نواصل في الأسبوع القادم)

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.