هذا بيت الجاك.. الرسالة (10)

إعداد: بروفيسور/ أحمد حسن الجاك 

في هذه الرسالة، نتناول بشيءٍ من التفصيل، الخطوة/المحطة/ المحورية الأولى في صياغة “الخطة الاستراتيجية”، خطوة تحديد “الأهداف” التي يريد أصحاب المصلحة الحقيقية في إنجاح ثورة ديسمبر؛ تحقيقها والتحقق من إنجازها خلال سنوات الاستراتيجية العشر. 

هذه الأهداف تتنزّل دون شك من الشعارات/ الغايات التي نادت بها جماهير الثورة: حرية/سلام/ عدالة منذ ساعاتها الأولى. في هذه الخطوة/المحطة نُريد أن نجعل من هذه الشعارات معايير أكثر دقةً يمكن صياغتها قدر المستطاع في أرقام كمية تمكن من الحكم على مدى إنجازها أو أسباب إخفاقها. هذا الأمر يستدعي دون شك مُشاركة فعّالة من مجلس أصحاب المصلحة (الذي تمّ تناولها في الخطوة السابقة)، كما يستدعي مشاركة فعالة من جميع مكونات جهاز التخطيط الاستراتيجي.

 

لتوضيح المقصود من تحديد أهداف علمية وعملية يمكن تحقيقها والتحقق منها، نورد هنا كيف فسّر بروفيسور/محمد يونس (عالم الاقتصاد البنغلاديشي الذي حاز على جائزة نوبل للسلام في 2015) أحد شعارات الثورة “السلام”، وذلك عندما خاطب اللجنة

المنظمة لجائزة نوبل “إنه سعيدٌ إن مُنح الجائزة في السلام وليس في الاقتصاد، لأنه ليس هناك سلامٌ مع الفقر”. هذا ما نرمي إليه في محطة/ خطوة الأهداف أن تتم بلورتها وصياغتها في معايير كمية كلما كان ذلك ممكناً لتسهيل عمليتي التحقيق والتحقق. دون شك أن التعامل مع معيار “الفقر” لهو أكثر سُهُولةً من شعار “السلام”.

هكذا نريد في هذة المحطة/الخطوة أن تتنزل كل رؤى/ شعارات/ غايات الثورة إلى معايير تحدد تحديداً كمياً كما في حالة شعار “السلام” الذي يُمكن أن يعبر عنه كهدف علمي وعملي بـ”معدلات الفقر”. عندها نكون قد أكملنا صياغة “العقد الاجتماعي”:

1.تمّ تكوين مجلس أصحاب المصلحة في إنجاح ثورة ديسمبر.

2.تمّ تحديد الأهداف التي تقود لاستقرار سياسي وتنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة.

3.ما يلي من رسائل تتناول:

أولاً: تكوين جهاز تخطيط قومي (مركزي) يناط به صياغة استراتيجية اقتصادية واجتماعية قومية مستدامة (لفترة عشر سنوات ابتداءً من تاريخ إجازة “العقد الاجتماعي”) مستقلاً استقلالاً تاماً عن وزارة المالية، وتابعاً مباشرة لرئيس مجلس الوزراء.

ثانياً: أسّسنا لمرحلة علمية وعميلة يكون كل مكونات الشعب/ المجتمع السوداني شريكاً فعّالاً في تحديد توجُّهاته الاقتصادية والاجتماعية المنطلقة من رؤاه وأفكاره السياسية. إنّ مثل هذه المشاركة الجماعية/ المجتمعية تُشكِّل حجر أساس للالتزام المعنوي بالخطة الاستراتيجية ودعمها وإنجاحها وهكذا تكتمل مكونات العملية الإدارية الناجحة.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.