همسة تربوية د.عبدالله إبراهيم علي أحمد

نتعلم كثيراً من خلال البحث عن الإجابة

شارك الخبر

إذا تناولنا التعلم بالتجريب، نجده تعلم يتم من خلال الاستكشاف والتجربة والإبداع. هذا النوع من التعلم يكون غيرمنظم وبدون قواعد أو حدود للزمن، ويتطلب القليل من التوجيه للبالغين، ويسمح للأطفال بالتعلم بشكلٍ فطري وفق شروطهم الخاصة، كما يمكن أن يُوجد التعلم التجريبي عبر الأنشطة مثل اللعب خارج المنزل والتخيل والتظاهر باللعب والتعبير المبدع من خلال الفن والموسيقى، واستكشاف الطبيعة والبيئة المحيطة بالطفل، لذلك فإن التجريب بشكلٍ مستقل يساعد المتعلمين على التفكير بأنفسهم، فيتحصلون على الحس بالإنجاز وتحسين الثقة، فضلاً عن أن التعلم التجريبي نفسه يحدث بعيداً عن بنية المنهاج المدرسي، هذا يقودنا إلى معرفة المعلومات بالتجريب والاكتشاف.
فأحياناً نبحث عن إجابة لسؤالٍ معين، فنبحر باحثين عن المعلومة، فنكتسب خبرات ومعارف أخرى لم تكن من الأصل في الحسبان، وقد لا نكون ندركها ونعيها جيداً، فبمجرد البحث عن إجابة معينة، نكتسب معلوماتٍ أخرى، قد تتوافق مع الإجابة المطلوبة وقد لا تتوافق مع ما نريده، لكنها تظل معلومات جديدة علينا، إذاً هناك طرق وأساليب تعلم جديدة تنمي البحث والتفكير لدى الدارس، فلنبحث لنتعلم.
في المناهج وطرق التدريس، هناك طريقة تسمى طريقة التعلم بالبحث، وهي أسلوب يبحث فيه المتعلم كثيراً فيكتسب معلومات أخرى جديدة عليه، ومن ثم يجرب استخراج إجابة بطرقٍ أخرى تختلف عن الطريقة التي سلكها، فتظهر له إجابات ومعارف مختلفة، قد تساعده كثيراً في توسع مدارك الباحث، وهذا يساعدنا كثيراً في طريقة التعلم بالبحث، خصوصاً في استعمالنا للكتب والمراجع والإنترنت، ودراستنا هنا هي بحث واستنتاج للمعلومات بنفسها، وفي المقابلات الشخصية والجماعية، يمكننا معرفة المزيد من المعلومات من خلال إجابات من نسأله، فقد نجد عند من نقابله معلومة غائبة علينا، أو خبرة من الخبرات شاردة فنتعلمها منه، وبالتأكيد، حتى ونحن معلمين نساعد الطلاب لأن يتعلموا ونقودهم إلى سبيل المعرفة، ونضيء لهم الطريق لأن يبدعوا في الصف الدراسي الواحد، إلا أننا كمعلمين قد نكتسب معلومة من طالب أثناء عمليتي التعليم والتعلم، فالمعرفة هنا نتحصل عليها من الطالب نفسه نتيجة الأسئلة المطروحة له، وبحثنا معه لمعلومة معينة، فنجد انتشاراً للمعلومات، وعصفاً ذهنياً يثيره معظم المتعلمين إن لم يكن جميعهم، فتتلاقح الأفكار وتتعدد المعارف وتتوسع المدارك.
فالتعلم الذاتي يجد نفسه هنا حيث إن الشخص بنفسه يكتشف الإجابات والمعلومات واستنتاج المعارف المختلفة بإثارة البحث والتفكير، لذلك نجد أن التعلم بالبحث، ينمي كثيراً القدرات والمهارات والتفاعل الفكري للدارس نفسه، قد يسأل المدرس الطالب داخل حجرة الدراسة، فيبدأ المعلم في استقبال إجابات عديدة مختلفة الصياغة، فنجد رد المدرس على الطالب بقول: أحسنت أيها الطالب، وإجابتك صحيحة، لكنني لا أبحث عن هذه الإجابة، بل أريد إجابةً أخرى، ثم تظهر إجابة لطالبٍ آخر مختلفةً تماماً عن إجابة الطالب الأول، أيضاً يأتي رد المدرس بأنها ليست الإجابة المقصودة، أريد إجابةً أخرى، فتنتشر عندهم دائرة المعلومات (Encyclopedia) من خلال المناقشة والحوار في شكل عصف ذهني مثير للمعلومات والمهارات والخبرات، وهنا نتيجة لبحثنا عن حقيقة معينة، تتولد لدينا معلومات وأفكار قد لا نعرفها من الأصل، أو هي معلومات داعمة لبحثنا بشيءٍ مفيد وجديد علينا، وهناك طريقة أخرى مختلفة تعتبر الخط الموازي لأسلوب التعلم بالبحث، وهو طريقة التعلم بالاكتشاف، حيث إنها تُعد من أروع الطرق التي تساعد الطلبة على اكتشاف الأفكار والحلول بأنفسهم، وهذا بدوره يولد عندهم شعوراً بالرضا والرغبة في مواصلة العلم والتعلم ويفسح لهم المجال لاكتشاف أفكار جديدة بأنفسهم.
إذاً هنا المتعلم أو الباحث تزيد فيه روح الدافعية للتعلم، ومعرفة الجديد بطريقته الخاصة، فتساعده هذه الأساليب في توسعة دائرة المعلومات وعلى الإبداع والابتكار، وبالاكتشاف شبه الموجه عندما نبحث عن معلومة معينة، نتعلم كثيراً من خلال البحث عن إجابة أكثر من الإجابة نفسها.

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.