همس الكلام حسين الخليفة الحسن

وأوقد الشباب جذوة الفرح…

شارك الخبر

إخواني بالمجلس العسكري الانتقالي، وأبنائي الشباب الثوار.. تحية الوطن.. إعصار من التوتُّر الجامح يجتاح دهاليز المسرح السياسي السوداني.
صَمتٌ رَهيبٌ، وتوجُّسٌ حذرٌ، وتشاؤمٌ باهتٌ، كلها هواجس تُخيِّم على أرجاء وجدان الوطن.. فأصبحت منضدة التفاوُض بين الشريكين “العساكر وقِوى التحربر” تغوص في وحلٍ كثيفٍ من الهموم؛ والوطن يئن من جراحه الدامية وهو يترنّح بين البقاء والفناء.
وبالأمس لاحت بالأفق بوادر أمل أخضر، بانبثاق نور المُبادرة الأفريقية الإثيوبية، التي حُظيت كما نما للعلم بالرضاء والقبول، ونأمل أن تنقشع سحائب فقدان الثقةmistrust وهوس الإحباط والفرقة.
والكرة الآن في الملعب.. والوطن يحدق لاهثاً تحدوه بوادر الأمل والخير.. وانفرجت الأسارير بالأمس بذلك الزخم البشري، والحشد الشبابي المليوني الذي طوّق عُنق قِوى الحُرية والتّغيير بقلائد التأييد والتعضيد والتفويض، وحناجرهم البضة المُلتهبة تهدر بشعارهم “حرية.. سلام وعدالة”.
فمن أجل هؤلاء الشباب نخوض المنون.. وعليكم أنتم الشركاء أن تزيلوا أغلال المسغبة، الحرمان والفقر المُدقع المُكبِّلة لأيديهم، فهي من أولوياتكم.
إخواني وأبنائي شركاء الحراك الثوري: نفد صبر الشعب المكلوم، وطال انتظاره، يتلفّت يمنة ويسرة بحثاً عن من يُضمِّد جراحه، ويطبع البسمة الندية على ثغره الظامئ.
كفوا عن التلكؤ والتباطؤ والدغمسة والمُراوغة.. واتّفقوا على ما ينفع الوطن ويفيده، وبعيداً عن نزوات الهوى، والذاتية الفاضحة، والإقصاء الجائر.
أبنائي الشباب الثُّوّار: كسباً للوقت، قدموا خلال تفاوُضكم وفي طبقٍ من ذهبٍ مُرشّحكم لرئاسة الوزارة بالمعايير السامية والمثالية: الكفاءة، الاستقلالية، الحياد، الأمانة، النزاهة، عفة اليد واللسان، القومية والقبول عند الجميع، وبسيرة ذاتية تنضح بالإشراقات وجلائل الأعمال، والمقدرة الذهنية الفائقة مُتمتِّعاً بمكارم الأخلاق.. شخص بهذه القامة والشموخ يغرس الثقة في النفوس ويزيل الشك والريبة والقصور في الأداء الذي عُلِّق بالنفوس.. ويفسح لرئيس الوزراء المُرشّح، المجال لاختيار وزرائه بنفس المعايير السابقة ومُوافقة الشريكين والقِوى السِّياسيَّة وهكذا يتلاشى الخلاف ويعم الوفاق والاتّفاق، وتبحر السفينة إلى بر الأمان والاستقرار وعلى متنها العسكر وقِوى الحُرية والقِوى السياسية “عدا المؤتمر الوطني وكل من تناول معه وجبة دسمة”.. ونُطالب رئيس الوزراء الجديد بوضع رؤى visions واضحة ومكتملة لبناء السودان الجديد.. “يلا شدِّوا حيلكم” وإيد على إيد تجدع بعيد.. وفقكم الله.
عاشقٌ للوطن

شارك الخبر
Leave A Reply

Your email address will not be published.